اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
محاضرة بعنوان شكر النعم (1)
9963 مشاهدة print word pdf
line-top
مقدمة الشيخ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحمد الله ونشكره، ونثني عليه ونستغفره، ونسأله الهداية والتوفيق لأقوم طريق، ونشهد أن لا إله إلا الله، ولا رب لنا سواه، ولا نعبد إلا إياه، ونسأله المزيد من فضله، ونستعين به على شكره وذكره وحسن عبادته، وبعد:
أيها الإخوة.. لست -كما تسمعون- فلست أنا من هيئة كبار العلماء، كنت قبل خمس سنين عضوا في الإفتاء، ثم وصلت إلى سن التقاعد، وأعترف بالنقص وبالقصور؛ ولكن من باب التجاوب، ومن باب إجابة الدعوة، ومن باب إبداء النصيحة، أجبت هذه الدعوة.
فأقول: أيها الإخوة.. علينا أن نشكر نعم الله، علينا أن نعترف بأنها فضل الله، وعلينا أن نشكرها؛ حتى تدوم علينا هذه النعمة.
إذا كنـت فـي نعمـة فارعهـا
فـإن المعاصـي تزيـل النعـم
وداوم عليهــا بشكـر الإلــه
فشـكـر الإلـه يزيـل النقـم

نقول: نعم الله علينا كثيرة؛ قال الله تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ؛ أي لو عددتم نعم الله، وحسبتموها لعجزتم عن إحصائها، وعن استيفائها؛ ولكن الكثير من الناس يكفرون نعم الله.
قبل هذه الآية في السورة قال الله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ الله كُفْرا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ ما ذكر إلا أنهم بدلوا نعمة الله كفرا؛ أي كفروا نعمة الله التي أنعم بها على عباده، كفروا نعم الله؛ فكان جزاؤهم ما ذكر.

line-bottom